صرخة من أعماق القلب

اليوم خلعت صمتي ورميت به بعيدا...ألم ينتشل عظامي وبرد ترتعش منه أطرافي...
قلوب ظلّت لأجلي ساهرة في ظلمات...وأنا نائمة....قلوب خافت علي في حزني وتبسّمت في فرحي...قلوب أنارت لي الشموع....يوم غاب الصبح عني...يوم غاب لمئة وخمس وثلاثين عاما...
هم التضحية ذاتها...يا أبناء الحضارة....هم من ضحوا بعائلاتهم...أموالهم ومستقبلهم...ضحوا بكل شيء امتلكوه ولم يتلقوا بالمقابل...غير الموت مصيرا...
يوم الثامن ماي 1945...كنت غير قادرة على فعل شيء...ما كان بمقدوري فعله غير اللجوء إلى الصمت الجبان...الصمت الذي استطاع قهري في اللحظة التي كان علي أن أصرخ فيها بملء فيّ: أوقفوا هذا النزيف...أوقفوا المجازر...أوقفوا قاطرة الموت الأعمى التي تدفعونها طوال هذه السنين...
خرجوا بما لديهم فرحين بخبر الفوز...وفجر الاستقلال...لكن حلّ عليهم الليل ولم يأت النهار....
كيف لي...كيف لي أن أنسى أجمل ذكرى في تاريخي...يوم الفاتح من نوفمبر...يوم اتّحدت الأيادي وعزمت النفوس والقلوب على غد أجمل...غد الاستقلال....يوم اندلعت الثورة التي حار فيها الزمان...
أنا اليوم أمجّد هذه القلوب وأبكي عليها...أين هم؟ أين أبناؤهم...أين أحفادهم؟؟
أبناء الشهداء وأحفادهم...أناديكم وأستغيث بكم...حرروني اليوم كما حررني آباؤكم وأجدادكم بالأمس....
رباه لا تدعني...برحمتك في يد حاكم ضعيف....وبين قلوب وفية اجمعني...
أنا الجزائر أتألّم....وعن الشهداء أتكلم....فهل من مستمع...هل من مجيب؟؟
 

الطالبة : بابا وعيسى صفاء سنة ثانية ثانوي جذع مشترك علوم وتكنولوجيا

التعليقات

إضافة تعليق جديد