مقاربة "المسلك الممتع"

منذ سنوات عديدة، قامت المدرسة العلمية بإطلاق فعالية "المسلك الممتع" لتعزيز الكفاءات وترسيخ المكتسبات التي يحصل عليها الطلاب خلال الفصل الدراسي الأول والثاني. يتم خلال الفعالية تشجيع الطلاب بشكل إيجابي للمشاركة في الفعاليات الهادفة والمسلية التي تساعدهم في تطبيق ما تعلموه في جوّ ترفيهي محفز.
تشمل الفعالية استخدام استراتيجيات تعلم متنوعة مثل التعلم الممتع، والتعلم بالأقران، والتعلم التعاوني، والتعلم النشط، والتعلم باللعب... وقد صُممت الألعاب بعناية وبروح ابتكارية وتحكم بيداغوجي من قبل فِرق المعلمين المتعاونين في إنجازها.
بناءً على متابعتي لهذه الفعالية، يتضح جليًا أهمية التربية والتعليم التي تعرضها هذه التظاهرة، حيث يتم جمع مختلف استراتيجيات التعلم لتعزيز المكتسبات بأساليب فعّالة في التعليم. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتبار "المسلك الممتع" الآن كاستراتيجية تعليمية تسهل التعلم وتجعله أكثر متعة، ولا تقتصر فعاليتها على التظاهرات المدرسية في المرحلة الابتدائية، بل يمكن تطبيقها في جميع المراحل التعليمية.
ومن الجدير بالذكر أن استخدام الأساليب التعليمية الممتعة والمبتكرة يساعد في تحفيز التلاميذ وتشجيعهم على التعلم بشكل أكثر فعالية وإيجابية، كما يعزز ذلك الاستيعاب والتذكر والتطبيق الفعّال للمفاهيم الدراسية والمهارات الحياتية. ولذلك، فإن دمج "استراتيجية المسلك الممتع" في مناهج التعليم يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز جودة التعليم وتحقيق أهداف التعلم المستدامة.
كما نلاحظ أن المسلك الممتع يشمل كل التلاميذ دون استثماء فينطلق في المتفوق تنافس ويتابر المتوسط بتبات ويتحرر الضعيف من عقده، حتى الكفيف يجد متعته ومكانه في المسلك، وكل هذا لأجل تعليم يهدف لتحقيق "العلم النافع" والتعلم الذاتي وتقوية شخصية المتعلم ويرتكز على نظرية "تحويل المعلومة إلى معرفة والمعرفة إلى سلوك"
فنأمل من جميع الفاعلين في التربية والتعليم المساهمة في تصدير وإنتاج مقاربات تعليمية متطورة ومبتكرة، وذلك لإعداد جيل جديد من الأشخاص العباقرة والموهوبين والعلماء الفعالين والأشخاص ذوي القيم والأخلاق السامية. ففي وطننا الحبيب، نحن لسنا مجرد مستهلكين للعلوم والمناهج والمقاربات، بل يجب أن نكون فاعلين منتجين.
وفي النهاية، فإن الاهتمام بتحسين جودة التعليم يعد أحد أهم الأولويات في مجال التربية والتعليم، ويتطلب ذلك تبني استراتيجيات ومقاربات تعليمية حديثة ومتطورة. ولا شك أن "المسلك الممتع" يعد واحداً من أهم تلك المقاربات التي يمكن تبنيها لتحقيق هذا الهدف، ويمكن أن يساهم بشكل كبير في تعزيز الكفاءات والمهارات لدى التلاميذ وتحقيق التعلم المستدام والفعّال.

أ.جابير باباعمي، قسم البحث والتطوير

التعليقات

إضافة تعليق جديد