من التاريخ ..

تاريخنا حافل بالعبر التربوية منها اجتماع مجموعة الـ 22 التاريخية يوم 25 جويلية 1954
نستذكره من أجل الالتفاف والتعريف والتذكير بعظمة الثورة الجزائرية وعظمة الرجال الذين قادوها، الذين اكتسبوا صفة الأبطال لدى الشعب الجزائري وأصبحوا قدوة لكل الجزائريين بعدما سجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ هذا الوطن المفدى الجزائر.
وطني لو شغلت بالخلد عنه.....نازعتني اليه في الخلد نفسي.
بعدما وصلت الحركة الوطنية الجزائرية سنة 1954 إلى طريق مسدود بسبب أزمة حركة انتصار الحريات الديموقراطية، كان قرار إعلان الثورة التحريرية هو المخرج الوحيد، تبنته مجموعة من العناصر الشابة المتحمسة لخيار الكفاح المسلح ،ومن أجل هذا عقدوا هذا الاجتماع وقد انبثق عن اللجنة الثورية للوحدة والعمل التي قام أعضاؤها بتكثيف الاتصالات فيما بينهم قصد البحث عن مخرج للأزمة الخانقة التي عرفتها حركة انتصار الحريات الديموقراطية، والانتقال إلى مرحلة التحضير والاعداد لانطلاق الكفاح المسلح.
اتفقت نخبة من المنظمة الخاصة المتكونة من مصطفى بن بولعيد، العربي بن مهيدي، محمد بوضياف، ديدوش مراد على خوض غمار الثورة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي والبدء الفعلي في التخطيط لها، ودعت إلى عقد اجتماع لدراسة المستجدات الطارئة واتخاذ موقف موحد لإنقاذ المشروع الثوري، واتفق الجميع على دعوة أعضاء المنظمة السرية الملاحقين من طرف الادارة الفرنسية والمتواجدبن عبر أنحاء الوطن والمؤمنين بحتمية الكفاح المسلح.
انعقد هذا الاجتماع التاريخي في النصف الثاني من شهر جويلية 1954 بمنزل المناضل الياس دريش بحي ( صالومبي) وحضره كل من :
مصطفى بن بولعيد، محمد بوضياف، العربي بن مهيدي، ديدوش مراد، رابح بيطاط، عثمان بلوزداد، محمد مرزوقي، الزبير بوعجاج، الياس دريش، بوجمعة السويداني، أحمد بوشعيب، عبد الحفيظ بوصوف، رمضان بن عبد المالك، محمد مشاطي، عبد السلام حباشي، رشيد ملاح، سعيد بوعلي، زيغود يوسف، لخضر بن طوبال، عمار بن عودة، مختار باجي، عبد القادر العمودي.
ترأس مصطفى بن بولعيد الاجتماع، بينما تولى محمد بوضياف إعداد التقرير العام وعرضه أمام الحاضرين وضمنه مايلي:
.إدانة كل المتسببين في تصدع الحركة بين الطرفين
.الإسراع في إنقاذ الحركة من الانهيار والذوبان
.الثورة المسلحة هي الطريقة الوحيدة لتحرير الجزائر
.تجاوز كل الخلافات الداخلية واعتبار مصلحة الحركة.. فوق الجميع.
.التضحية في سبيل الوطن دون مقابل.
لذلك أقل شيء نقوم به هو الترحم عليهم والدعاء لهم والسير في طريقهم الذي انتهجوه من أجل تحقيق حلمهم الذي ضحوا من أجله، وتوجيه هذا المجتمع إلى العظماء ليستقي من موردهم وينهل من دروسهم ( الشهداء أعظم الناس عند الله وعند الخلق)، والإحسان والاهتمام بأسر الشهداء العظماء.
وهناك واجبات كثيرة يجب أن يتحرك فيها المجتمع والدولة لكي يقوموا بما عليهم من حقوق تجاه أهم فئة مؤمنة مخلصة أخلصت لله ربها... ولوطنها... وتحركت في سبيله صادقة وفي هذا ما يحفظ دماءهم، ويكسب المجتمع صفة الأمانة والوفاء والثبات لشهدائه الأبرار.

خضار حنان، أستاذة الاجتماعيات الأولى والثالثة متوسط.

التعليقات

إضافة تعليق جديد