
حكايتي مع اللغة العربية
إذا كانت اللغةُ وسيلة نقل للأفكار والصّور والتعابير والرّموز، فإنّ قدرتها على استيعاب العلوم والمعارف تعتبر من بين أهمّ الشّروط التي تساهم في رقيّ المجتمع، ولقد كانت اللغة العربية في زمن مضى مصدرا محوريا للمعرفة، حيث كانت المجتمعات الأجنبيّة في حاجة ماسّة لتعلّم هذه اللغة، وإضافة إلى ما تحمله من سحر وذوق أدبي أخّاذ يوصل المعنى بمختلف الصّور والتعابير الّذهنية، فإن هذه اللغة الرّاقية تمسّ الوجدان وتحسّن الأخلاق وقد أشار المؤلّف موفّق دعبول إلى الإحساس الّذي انتابه عندما رحّب به الدّكتور مصطفى الخن ، وبعد أن كان يئسًا من تعلّم اللغة العربية أضحى محبّا لها في غضون أيام معدودة، كما كان متأثرا بالأسلوب الّذي انتهجه الدّكتور في تعليم هذه المادة من خلال جمعه بين التأديب والتّرغيب، وبعد أن كان الطّلاب متعطّشين للتعلّم من بحره الزاخر والاستفادة منه بشتّى الطّرق والوسائل عمل على استقبالهم بكلّ ما تُشير إليه الكلمة من حفاوة، وهيّأ لهم الظروف المطلوبة لتعلم اللغة العربية على الطّراز العربي لينجح في توجهيهم بعد ذلك نحو بعض الكتب والمؤلّفات الأدبية حتى أصبحوا طلاّبا متميّزين في هذه المادّة ومتشوّقين لاكتشاف خصائصها التي تمتاز بها عن اللغات الأخرى.
وقد أثّر هذا التميّز على حياتهم العملية وفي ثقتهم بذواتهم مع القدرة على التفكير واستعمال العقل حيث قال المؤلف في هذا الصدد: { سحرني أسلوب الرافعي..... إلى درجة أن أصبح هذا الكتاب الأدبي الوحيد الّذي رافقي عند تحضير رسالة الدّكتوراه في ميكانيك السوائل} .
بناء على ما سبق تم التوصل إلى مجموعة من النقاط من أهمها ما يلي:
أوّلا: إنّ التعلّم لا تقف حدوده عند جدران المدرسة بل يمتدّ مداه نحو التعلّم من الحياة والتجارب.
ثانيا: إن التعلّم على يد العلماء هو أفضل ما يمكن أن يحظى به الطلاّب لتذوّق حلاوة العلم والإحساس بفاعليته.
ثالثا: لا يمكن أن تسترجع مكانة لغة من اللغات بعيدا عن اهتمامها بالعلوم والمعارف إضافة إلى استرجاع مكانتها المحوريّة في هذه العلوم من ناحية أخرى، لتكون عنصرا فاعلا في ركب الحضارة.
رابعا: يجب أن يعمل التلميذ على حب كل المواد دون إقصاء إحداهما على حساب الأخرى حتى يكون تكوينه العلمي مكتملا غير منقوص.
المقال: عبارة عن ملخص حلقة مطالعة مع طلبة السنة الثالثة متوسط-إناث، في كتاب: "محطات من عبق الياسمين"، لمؤلفه الدكتور: "موفق دعبول"، الحلقة في تاريخ: لأربعاء 05 أفريل2021م .
- قرأت 708 مرات
التعليقات
إضافة تعليق جديد